Monday 14 March 2011




الكتاب : ذاكرة الجسد ( الكتاب الأول من سلسلة ثلاثية )

المؤلــف : أحلام مستغانمي

الكلام في الممنوع ...... هذا ما خطر ببالي كأول جملة تلخص أسباب وجود

الكثير من نقادّ ثلاثيتها !!! لا أدري هذا ما خطر ببالي للوهلة الاولى !!!

أو من الممكن ذكرها للثورة الجزائرية وما إلى ذلك !!! السياسة إذن !!! لا أدري !!!

لم تتكلم أحلام عن شيء معيب أو محرم ....أو على الأقل لم تصل بنا إلى الوقاحة أو الوصف المحرّم صريح العبارة والمباشر ....عبّرت لنا عن باختصار عن شيء عابه الكثير من الناس ألا وهو  شهوة رجل شرقي لامرأة تصغره سناً !!! عن حب صافٍِ لامرأة وصل حد الجنون !!! جاءتنا أحلام وقد طرحت لنا كتابها الأول في سلسلة ثلاثيتها ذاكرة الجسد ,  وقد عبرت في سطورها  عن كل ما يجول في بال وتفكير كل رجــل في أي مكان في العالم وأقول كل رجل نعم ,سواء  رجل ببنطال أمريكي وقميص صيني ، أو رجـل بدشداش خليجي أو حتى رجــل بلحية طويلة !!! وصفت لنا ما جاء في بال خالد بن طوبال  وتكلمت عن مشاعر رجل شرقي  أحب امرأة حد الجنون ووصل إلى حد الشهوة  ، انتقدوها لجرأة الوصف والتعبير ، لجمالية اللوحات الأدبية التي تعبر عن ما كان يجول ببال خالد بن طوبال ,لوحات تصويرية وتعبيرية لا تعبر بصريح العبارة  ولكنها تلامس الصورة  الحقيقة  وتجلس بمحاذاتها لتترك تتخيل ما قصدته هنا  فعليا ، رست بنا  على شواطىء  رجل شرقي  حمل في نفسه كل مشاعر الحب والعشق والوله لحــياة ، تلك الفتاة الجزائرية والتي أحبت رجــل كان في يوم من الأيام أعز أصدقاء والدها الذي استشهد في جبهة الحرب عندما كانت هي في ذلك الوقت طفلة رضيعة ، وعبرت السنين ليلتقيا في معرض للرسم في باريس  كان قد أقامه خالد ليعرض فيه رسماته وفنه في الوقت الذي انتصف فيه عمره الأربعيني وكانت هي في مقتبل العشرينيات !!!

أيحدث فعلا أن تضىء شرارة الحب بوجود فارق كبير ما بين اثنين ؟؟!

اثبتت لنا أحلام بأن الحب لا يعرف عمر ....وبأن الأرواح تلتقي خارج قوانين الطبيعة وخارج حكامها وكما قالت أحلام :

الذين قالوا "الجبال وحدها لا تلتقي ،أخطــــــأوا   والذين بنوا بينها جسوراً،  لتتصافح دون أن تنحني أو تتنازل عن شموخها..  لا يفهمون شيئاً في قوانين الطبيعة الجبال لا تلتقي إلا في الزلازل و الهزات الأرضية الكبرى، وعندها لا تتصافح، وإنما تتحول إلى تراب واحد

لستً حبيبي..  أنتِ مشروع حبي للزمن القادم.

أنت مشروع قصّتي القادمة وفرحي... القادم.. أنتِ مشاريع عمري الآخر. وأفترقنا إذن فما أجمل الذي حدث بيننا .. ما أجمل الذي لم يحدث ..  مااجمل الذي لن يحدث....

هذا ما كان وما لم يكن وما لــن يكون عندما تدخل المصالح والصفقات الربحــية حتى في الزواج!!! لتجد حياة الفتاة الجزائرية نفسها أمام رجل قادته مصالح عمها المادية وحرصه على المظاهر إلى التقدم للزواج منها لتستمر الحكاية .....حكاية فتاة تزوجت من رجل نافذ في الدولة ما توانى لحظة في حبها أو تحقيق كل ما تتمناه ولكن  قلبها بقي معلق برجــل يكبرها بالكثير ولكــن يطابقها بالروح  تماما ...

لن أحرق لكم الرواية أكثر من ذلك ,  كتاب يستحق القراءة فعلا ....

مـــرحباُ بكم في زاويتي الصغيرة