اسم الكتاب : رقصة الشتاء الأولى المؤلف : ليندا عبدالرحمن عبيد اللغة : العربية التصنيف : القصة القصيره سنة الإصدار : 2009 الصفحات :106 إضافه : ليندا عبيد هي من الناشئين في الكتابة حديثا ، قاصّة وشاعره ، حاصلة على الدكتوراه في الأدب والنقد من جامعة اليرموك ، حاصلة على عدة جوائز في الشعر والقصة القصيره .
عندما كنت أقطن في اربد اهتدت يديّ في مكتبة شارع الجامعه لهذا الكتاب اللطيف والخفيف " رقصة الشتاء الأولى " ، جذبني للوهلة الأولى شكل الكتاب من الخارج ....تناول الكتاب مجموعة من القصص القصيره أمثال:- الزيتون لا يخلع عبائته
- كعوب عالية
- الحصول على التفاحة الأخيره
- تباً لشجرة التوت
- وردة لمقعد فارغ
- والكمان يغني وحيداً وغيرها من القصص
كتاب لطيف وخفيف يستحق القراءة ، وهنــا أورد قصة من هذا الكتاب : " وردة لمقعد فارغ "
عيناها معلقتان على المقعد الأول ، لم يأت هكذا هو لا يصدق أبدا ً ! أذكر يوم التقيته أول مره ، قميص أبيض ناصع ، وبنطال أسود أنيق ، وشعر أسود علق ّ عليه كل غروره ، وجلس على كرسي آماله بشكل عكسي . هو هكذا يقلب الأشياء ، ليقول لي : أنت مخطئه ! فارس يكره البياض والغيوم ، يمتطي الخيول ، يجمع خيوط الشمس لأنها تذكره بضفائر الذهب ليس إلا ! هكذا قال لي يوم حدثته عن الإبحار إليها ، وامتطاء الغيوم والجلوس فوقها ، كنت أتخيل نفسي أتكىء على كتفه ، وأغيب على صدره ، أقطّع أوراق وردتي المفضله ، تتراقص في الفضاء مثل حلم ، تذوب ،تتساقط في الهواء ، تلامس ذراع فلاح ، خدود صبية توردت خجلا ً عندما صادفها حبيبها متعثراً بحبه ، متعثره بخجلها ، حمل يدها وطــار . يومها كان أقرب مما تظنون ، انتزع قلبي ، الذي لا يبدو مثل خيوط الشمس ، فلونه أحمر ، ألقى به في ممره ، ومضى ، فهو كما قلت لكم لا يشبه الذهب ولا جدائل الشمس ! إنه مجرد لون أحمر ! - أنت شاعره ؟!! - شيء من هذا . تناول أوراقي نظر بها وأمطرني كذباً : أنت شاعره رائعه ، مرهفه كخدود وردة حالمه ، كنرجسة فوق ماء ، أدندن ، أطير ، نعم هو كما أراه. المقعد الاول ما زال فارغاً إلا من بقايا سيجارة أجهضت هنا ذات مساء ، ورائحة عطر طالما عانقت قميصه المغرور ، وعدني أن يأتي ولكنه ليس هنا الآن ! شاعرة على المسرح تعلق عيونها على كرسي فارغ . - هل انت جاهزه . - نعم قليلا ً واكون معكم ، كيف أكون معهم وعيناه ليست معي ، لمن سأمطر قصائدي ؟ أتوقد حباً ، أولد فتاة أخرى كتلك التي أنجبها في صدري يوم صادفني ذات مساء ، انتزع قلبي ، أنجبني كآلهة دون معبد ومضى . أرتل صلواتي على مسرح فارغ ، وأمام جمهور تكتظ به القاعه ومقعد فارغ أسكنت عليه وجعي ، ومعطفه الذي توقعت وجوده وما جاء . صفقوا وصفقوا . كنت رائعه . تمتمت أمي . قالت صديقتي : لِمَ لم تشاهديني عندما لوحت لك ؟ كنت تقرئين كأنك لست هنا ! قلت : غريب ، طبعا أنا هناك ! قطرات من الماء تتعثر في عيني ، ذراع أخي الصغير تلامس كتفي . - دموع الفرح ؟ قلت : نعم ، وانتحبت على صدره . تذكرت يوم فتحت له الباب وما دخل ، حاصرني من النافذه ، أسكنته شرفتي ، وحدثّت القمر عنه كثيرا ً . قال لي : سأرحل ، وستكونين فتاة رائعه . سألته ستعود ؟ قال لي : يوم تجلسين فوق غيمة ، ربما أكون قرب الشمس . سأقول لك مرحباً ، وضحك . جلست فوق غيمتي ، قطّعت ياسمينتي : يعود ؟ هو لن يعود ! يعود …هو لن يعود! لمحته فوق الشمس معلقا ً بجبينها ، يتدلى من قميصه شيء أحمر أظنه يخصني ! وارتفع الضحك : لم تبكين ؟ لملمت ما بقي من قطراتي ، مرت سيارته متأخره – كما دائماً – أشار لي بيديه ، رمى سيجارة من النافذه ، تشبه تلك التي أجهضها المقعد ، نظرت إليه ،حركت يدي بالتحية ، نظرت إلى انكسار الشمس الغائبه ، كانت غيمة تنظر إلي ، يتساقط منها شيء أبيض ، لملمت قطراتي ، عانقت أخي ومضيت !
اسم الكتاب : رقصة الشتاء الأولى
المؤلف : ليندا عبدالرحمن عبيد
اللغة : العربية
التصنيف : القصة القصيره
سنة الإصدار : 2009
الصفحات :106
إضافه : ليندا عبيد هي من الناشئين في الكتابة حديثا ، قاصّة وشاعره ، حاصلة على الدكتوراه في الأدب والنقد من جامعة اليرموك ، حاصلة على عدة جوائز في الشعر والقصة القصيره .
عندما كنت أقطن في اربد اهتدت يديّ في مكتبة شارع الجامعه لهذا الكتاب اللطيف والخفيف " رقصة الشتاء الأولى " ، جذبني للوهلة الأولى شكل الكتاب من الخارج ....تناول الكتاب مجموعة من القصص القصيره أمثال:
- الزيتون لا يخلع عبائته
- كعوب عالية
- الحصول على التفاحة الأخيره
- تباً لشجرة التوت
- وردة لمقعد فارغ
- والكمان يغني وحيداً وغيرها من القصص
كتاب لطيف وخفيف يستحق القراءة ، وهنــا أورد قصة من هذا الكتاب :
" وردة لمقعد فارغ "
عيناها معلقتان على المقعد الأول ، لم يأت هكذا هو لا يصدق أبدا ً !
أذكر يوم التقيته أول مره ، قميص أبيض ناصع ، وبنطال أسود أنيق ، وشعر أسود علق ّ عليه كل غروره ، وجلس على كرسي آماله بشكل عكسي . هو هكذا يقلب الأشياء ، ليقول لي : أنت مخطئه ! فارس يكره البياض والغيوم ، يمتطي الخيول ، يجمع خيوط الشمس لأنها تذكره بضفائر الذهب ليس إلا ! هكذا قال لي يوم حدثته عن الإبحار إليها ، وامتطاء الغيوم والجلوس فوقها ، كنت أتخيل نفسي أتكىء على كتفه ، وأغيب على صدره ، أقطّع أوراق وردتي المفضله ، تتراقص في الفضاء مثل حلم ، تذوب ،تتساقط في الهواء ، تلامس ذراع فلاح ، خدود صبية توردت خجلا ً عندما صادفها حبيبها متعثراً بحبه ، متعثره بخجلها ، حمل يدها وطــار .
يومها كان أقرب مما تظنون ، انتزع قلبي ، الذي لا يبدو مثل خيوط الشمس ، فلونه أحمر ، ألقى به في ممره ، ومضى ، فهو كما قلت لكم لا يشبه الذهب ولا جدائل الشمس ! إنه مجرد لون أحمر !
- أنت شاعره ؟!!
- شيء من هذا .
تناول أوراقي نظر بها وأمطرني كذباً : أنت شاعره رائعه ، مرهفه كخدود وردة حالمه ، كنرجسة فوق ماء ، أدندن ، أطير ، نعم هو كما أراه.
المقعد الاول ما زال فارغاً إلا من بقايا سيجارة أجهضت هنا ذات مساء ، ورائحة عطر طالما عانقت قميصه المغرور ، وعدني أن يأتي ولكنه ليس هنا الآن !
شاعرة على المسرح تعلق عيونها على كرسي فارغ .
- هل انت جاهزه .
- نعم قليلا ً واكون معكم ، كيف أكون معهم وعيناه ليست معي ، لمن سأمطر قصائدي ؟ أتوقد حباً ، أولد فتاة أخرى كتلك التي أنجبها في صدري يوم صادفني ذات مساء ، انتزع قلبي ، أنجبني كآلهة دون معبد ومضى . أرتل صلواتي على مسرح فارغ ، وأمام جمهور تكتظ به القاعه ومقعد فارغ أسكنت عليه وجعي ، ومعطفه الذي توقعت وجوده وما جاء . صفقوا وصفقوا . كنت رائعه . تمتمت أمي . قالت صديقتي : لِمَ لم تشاهديني عندما لوحت لك ؟ كنت تقرئين كأنك لست هنا !
قلت : غريب ، طبعا أنا هناك !
قطرات من الماء تتعثر في عيني ، ذراع أخي الصغير تلامس كتفي .
- دموع الفرح ؟ قلت : نعم ، وانتحبت على صدره .
تذكرت يوم فتحت له الباب وما دخل ، حاصرني من النافذه ، أسكنته شرفتي ، وحدثّت القمر عنه كثيرا ً . قال لي : سأرحل ، وستكونين فتاة رائعه . سألته ستعود ؟ قال لي : يوم تجلسين فوق غيمة ، ربما أكون قرب الشمس . سأقول لك مرحباً ، وضحك .
جلست فوق غيمتي ، قطّعت ياسمينتي :
يعود ؟ هو لن يعود ! يعود …هو لن يعود!
لمحته فوق الشمس معلقا ً بجبينها ، يتدلى من قميصه شيء أحمر أظنه يخصني !
وارتفع الضحك : لم تبكين ؟ لملمت ما بقي من قطراتي ، مرت سيارته متأخره – كما دائماً – أشار لي بيديه ، رمى سيجارة من النافذه ، تشبه تلك التي أجهضها المقعد ، نظرت إليه ،حركت يدي بالتحية ، نظرت إلى انكسار الشمس الغائبه ، كانت غيمة تنظر إلي ، يتساقط منها شيء أبيض ، لملمت قطراتي ، عانقت أخي ومضيت !